مهرجان كان 2025: حيث تحتل الأحلام السينمائية مركز الصدارة

كان – فرنسا | 13–24 مايو 2025حيث تتحوّل أحلام السينما إلى مشهدٍ رئيسي

مع اقتراب الإعلان الرسمي عن برنامج الدورة الـ78 من مهرجان كان السينمائي، تتصاعد وتيرة الترقب في الأوساط السينمائية. ففي هذا الربيع، تعود الريفييرا الفرنسية لتكون من جديد القلب النابض للسينما العالمية، حيث يلتقي كبار المخرجين والأصوات الصاعدة والجماهير من مختلف أنحاء العالم احتفاءً بالفن السابع.

مهرجان يصنع تاريخ السينما

على مدى ما يقارب الثمانية عقود، لم يكن مهرجان كان مجرد تظاهرة سينمائية، بل كان بمثابة معيار للتميّز الفني ومنصة انطلاق نحو موسم الجوائز العالمي. وخلال السنوات الخمس الماضية فقط، توجت السعفة الذهبية أفلامًا مثل طفيلي (Parasite) ومثلث الحزن (Triangle of Sadness) وتشريح السقوط (Anatomy of a Fall)، وأخيرًا أنورا (Anora)، وكلها حققت لاحقًا نجاحًا مدويًا في المحافل العالمية، من بينها جوائز الأوسكار.

ويبدو أن نسخة عام 2025 ستواصل هذا التقليد الراسخ، حيث ألمح مدير المهرجان تييري فريمو إلى برنامج غني وحيوي، يتضمن العرض المنتظر لفيلم المهمة المستحيلة: الحساب الأخير والذي سيُعرض خارج المسابقة الرسمية. وإن دلّ التاريخ على شيء، فإننا على موعد مع موسم آخر من العروض اللافتة والأداءات الاستثنائية.

أسماء تثير الفضول – وربما الجدل

تشير التوقعات إلى أن قائمة الأفلام داخل المسابقة الرسمية ستضم كوكبة من أبرز مخرجي العصر الحديث. من المنتظر أن يشارك ويس أندرسون بفيلمه الخطة الفينيقية (The Phoenician Scheme)، وجوليا دوكورنو بفيلم ألفا (Alpha)، إضافة إلى لين رامزي بفيلم أحبيني حتى الموت (Die My Love). كما يتوقع أن تثير أعمال جديدة لكل من سعيد روستائي (المرأة والطفل) ولازلو نيميش (اليتيم) نقاشات عميقة ذات أبعاد سياسية وعاطفية.

أما في قسم نظرة ما (Un Certain Regard)، والذي يُعنى بالأصوات الناشئة والرؤى الجريئة، فتسلّط الأضواء على فيلم قصص للمخرج أبو بكر شوقي، ويوميات من الحصار للمخرج السوري عبد الله الخطيب – وهما عملان من المنتظر أن يقدما تأملات مؤثرة من العالم العربي.

النظرة السعودية تعود إلى كان

من أبرز اللحظات المتوقعة هذا العام عودة المخرجة السعودية هيفاء المنصور بفيلمها (غير مُعرّف)، الذي سيُعرض في عرض خاص. وتُعد هذه المشاركة مؤشراً إضافياً على اتساع البصمة الثقافية للمملكة العربية السعودية، تماشياً مع طموحات رؤية 2030 ودعمها المتزايد للصناعات الإبداعية.

لم تعد المشاركة السعودية في كان حدثاً استثنائياً، بل أصبحت بمثابة رسالة واضحة. ومن خلال حضور دائم في سوق الفيلم، ودعم من هيئة الأفلام السعودية، والاهتمام المتزايد بأعمال مثل طريق الوادي، تسعى المملكة إلى ترسيخ مكانتها كطرف فاعل في صناعة السينما العالمية.

أكثر من مجرد أفلام: سحر كان

من سجادته الحمراء الباهرة، إلى نقاشاته الليلية على أرصفة المقاهي المطلّة على البحر، يقدّم مهرجان كان تجربةً متعددة الحواس. فهو ليس مجرّد عرض أفلام، بل هو منصة حوار ثقافي، حيث أثبت مخرجون عرب مثل نادين لبكي وكوثر بن هنية أن السرديات العربية قادرة على الوصول إلى قلوب الجماهير العالمية.

من أبرز فعاليات هذا العام:

• المسابقة الرسمية التي تضم أسماءً جريئة ومواهب عالمية

• قسم "نظرة ما" الذي يسلّط الضوء على الأصوات المهمّشة

• عروض خارج المسابقة لأفلام ضخمة مثل المهمة المستحيلة 8

• عروض خاصة وعروض أولى لأسماء لامعة مثل سبايك لي (من الأعلى إلى الأسفل) وسكارليت جوهانسون في أول تجربة إخراجية لها بفيلم إلينور العظيمة

متابعة مهرجان كان 2025: كيف تواكب الحدث

لمن لا يستطيع الحضور، هناك العديد من الطرق للبقاء على اطلاع:

• تغطية تلفزيونية عبر France 24 وTV5Monde

• بث مباشر للسجادة الحمراء والمؤتمرات الصحفية على قناة المهرجان الرسمية في يوتيوب

• تقارير يومية من مصادر مثل Variety وScreen Daily وNext Best Picture

• لمحات حية عبر وسائل التواصل الاجتماعي: @NextBestPicture و @Cannes2025

ورغم أن الأفلام لن تكون متاحة للمشاهدة المباشرة، إلا أن العديد منها سيُعرض لاحقًا على منصات مثل نتفليكس أو في مهرجانات إقليمية، مثل مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في السعودية.

كلمة أخيرة: لماذا يظل كان مهمًّا

كان ليس مجرد احتفاء بالسينما، بل هو تجسيد للهوية وتبادل الثقافات والمخاطرة الفنية. إنه الفضاء الذي تجد فيه الأصوات القادمة من الهوامش طريقها نحو العالمية. ومع صعود السينما العربية وثقة صانعي الأفلام السعوديين في التوجه نحو العالمية، يظل مهرجان كان المنصة التي تمنح تلك الأحلام شرعية وجمهورًا عالميًا.

العد التنازلي بدأ. الأضواء أصبحت جاهزة. ومن خلف الستائر المخملية، تستعد قصة عظيمة جديدة للظهور.

احصل على أفضل عروض شركات الطيران مع المسافر

اكتشف أفضل عروض الفنادق مع المسافر